skip to Main Content

الجزء الثاني

العلاقات داخل الأسرة الواحدة

تسابق علماء الاجتماع على تعريف العائلة، فبعضهم يُعرفها على أنها جماعة لها علاقات إجتماعية، وبعضهم أنها اللبنة الأساسية في المجتمع، أو جماعة ترتبط أفرادها بعلاقة وشعور المودة، وغيرها الكثير من التعريفات…..و سنتكلم هنا عن النواة الصغيرة في المجتمع عن الأسرة المكونة من الأب والأم والأطفال وعلاقاتهم معاً.

فالله منذ بدء الخليقة أسس العائلة وباركها، لتعيش معاً بانسجام ووحدة، ولذلك إذا كانت العائلة ذو علاقات قوية فإنها ستكون دعامة لبناء مجتمع قوي متماسك، والعكس إذا كانت علاقاتها ضعيفة فإنها ستتهاوى عند أولِ ريحٍ صعوباتٍ تواجهها، وبذلك يكون المجتمع مُتفكك وضعيف.
فعند وضع حجر الأساس للعائلة، وبداية الحياة الزوجية سيكون الهم الأكبر، والسؤال الذي يشغل بال الزوجين الناضجين هو:

كيف نؤسس عائلة متماسكة؟؟ وكيف نبني علاقات صحيحة داخل أسرتنا؟؟

المحبة هي حاجة أساسية عند كل البشر، وفي سبيل المحبة الحقيقية نتحمل الصعاب، نصعد الجبال ونخوض البحار …..
هكذا أعطى الإنجيل صفات للمحبة الحقيقية:

المَحَبَّةُ تَصْبِرُ. المَحَبَّةُ تُشفِقُ. المَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ. المَحَبَّةُ لَا تَتَبَاهَى. المَحَبَّةُ لَا تَنْتَفِخُ بِالكِبرِيَاءِ، وَلَا تَتَصَرَّفُ دُونَ لَيَاقَةٍ. المَحَبَّةُ لَا تَسْعَى إلَى تَحْقِيقِ غَايَاتِهَا الشَّخصِيَّةِ. المَحَبَّةُ لَيْسَتْ سَرِيعَةَ الاهْتِيَاجِ، وَلَا تَحْفَظُ سِجِلًّا لِلإسَاءَاتِ. المَحَبَّةُ لَا تَفْرَحُ بِالشَّرِّ، بَلْ تَفْرَحُ بِالحَقِّ. المَحَبَّةُ تَحْمِي دَائِمًا، وَتُصَدِّقُ دَائِمًا، وَتَرْجُو دَائِمًا، وَتَحْتَمِلُ دَائِمًا. المَحَبَّةُ لَا تَمُوتُ.
وحتى نسلك بهذه المحبة ونبني العلاقات الصحيحة علينا أن نراقب وننتبه لسلوكاتنا داخل الأسرة، وهذه بعض السلوكات التي تساعدنا:

– نبدأ بالتفاهم بين الزوجين، التفاهم الذي سيؤدي لتهيئة جو أسري هادئ، ومنزل مريح لبناء العلاقات الجيدة، منزل يجذب أفراد العائلة ويشجعهم على الرغبة في التواجد داخل المنزل والاستمتاع بالجو الهادئ والجلسات الأسرية لتناول وجبات الطعام معا والحديث وممارسة الأنشطة المنزلية.
– مشاركة ومناقشة الأمور التي تهم جميع أفراد العائلة بشكل حوار بنّاء، هادف ، فيه مودة، مناقشتها ضمن العائلة وليس أمام الغرباء، مع الأخذ برأي الأبناء، والعمل على حل المشاكل فور حدوثها وعدم التأجيل حتى لا تتراكم فتكَوِن مع الوقت الحواجز في العلاقات بين أفراد العائلة.
– العمل على تخصيص وقت ترفيه ونشاط مفيد أسبوعياً يقوم به جميع أفراد الأسرة معاً ، مثل نزهة قصيرة، التسوق معاً، زيارة الجد والجدة ….وغيرها من الأنشطة البسيطة الممتعة للجميع.
– تشجيع أفراد الأسرة للتعبير عن مشاعرهم نحو بعضهم البعض، وعدم إهمال مناسباتهم الخاصة مثل أعياد ميلادهم، مناسبات نجاحهم، وغيرها وعدم التردد من تبادل الهدايا البسيطة لإدخال البهجة لقلوبهم وتكوين علاقات متينة مبنية على أساس متين.
– وكم من المهم أن ننتبه لتسديد حاجات بعضنا البعض ضمن العائلة وتحمل مسؤولياتنا وعدم إهمالها، فمثلا من المؤكد أن هناك وقت يكون الأب بحاجة لمساعدة الإبن إذا مرض، والإبن بحاجة لأمه في الدراسة، والجميع بحاجة لكلمات التشجيع من بعضهم البعض، وهكذا تتطور علاقات المحبة.
– وفوق جميع هذه النصائح التي تبني العلاقات، يقول الإنجيل:
“إن لم يكن الله هو باني البيت فكل تعب البنائين بلا فائدة”
لذلك مسؤرلية الآباء هي وضع حجر الأساس المتين للبيت، الإيمان والثقة بالله، وبناء علاقات المحبة التي مصدرها الله الذي أحبنا أولاً ، وأوصانا أن تكون علاقاتنا مبنية على هذا الأساس المتين.

نجوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top
×Close search
Search