skip to Main Content

الربيع بعد الشتاء كالرجاء للإنسان بعد الشقاء

(الجزء الثاني)
استمتعت الطفلة بالنزهة القصيرة التي رافقت فيها والدتها، واستمرت باقي النهار تُنشد وتُغني فرحاً، وتقلد العصافير والفراشات في طيرانها. بينما أخذت الأم تفكر بالحديث الذي دار بينها وبين طفلتها وبالأسئلة البريئة التي سألتها،فهل من رجاء؟؟؟؟

لماذا أرى العنف في كل مكان ؟ لماذا أرى الظلم في هذا العالم حولنا….حتى في أكثر الأماكن التي يجب أن توفرليَّ الراحة والسلام…حتى داخل بيتي!!!! صُراخ الأولاد وعنادهم وأنانيتهم…غضب الزوج وعُنفه، وتذمره وملله من الحياة…مشاكل في البيت والعمل …وأنا نفسي كأُم وزوجة قليلاً ما شكرت الله خالقي وكثيرا ما قلت لنفسي لماذا أنا أمرأة ؟؟ لماذا خلقني الله هكذا؟؟ تذمرت وغضبت وحزنت.. راجعت نفسي وقلت سأحاول أن أعود وأُرضي الله خالقي، حاولت وحاولت أن اهرب من:

الخوف … بأن أضع أمامي صورة ( رمزا ) تشعرني بالأمان.
الحزن … بأن أردد بعض العبارات التي حفظتها،و أقرأ بعض الأقوال المكتوبة.
الغضب… بان أفرغ غضبي بلوم الآخرين وشتمهم واتهامهم بأنهم هم بعيدين عن الله.
القلق… بان أمارس بعض شعائري الدينية لعلي انال غفران الله.
المرض… بأن أقدم من أموالي للفقراء،لعل الله يشفيني من مرضي.

عملت وعملت وعملت ولكني تعبت وتعبت وتعبت ، وزاد الخوف والحزن في قلبي وتَعمق أكثر وأكثر ولم اجد الراحة والسلام، وشعرت كأنني ألبِس نفسي أقنعة، وأُوهم زوجي واولادي أنني بخير،فهل كل هذا لأنني أمرأة ؟؟؟
يا الله أين أنت؟؟

هل تريد مني أن أعمل أكثر وأكثر؟؟؟
لا لا ،لا أستطيع فقد تعبت وفشلت وأجد حياتي مغموسة بالكآبة، لماذا؟؟؟؟
إن أعمالنا ليس لها أي قيمة أو وزن أمام الخالق القدوس المبدع،يقول الإنجيل في أشعياء 64 : 6
“وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل اعمال برنا وقد ذبلنا كورقة واثامنا كريح تحملنا.”
وفي افسس 2 : 9 يقول عن مصالحتنا مع الله وخلاصنا:
“ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد”
وصرخ النبي أيوب في القديم إلى الله ، بعد أن تعب من نفسه وداهمته الشكوك بعدم صلاحه أمام خالقه، مع أنه مارس كل واجباته الدينية،وسأل” أليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا؟ لو أنه يرفع عني عصا عقابه،فلا يرعبني رعباً” سفر ايوب 9 :33

عزيزتي هل أنت تفكرين بنفس الطريقة ،وهل جلست مرة لوحدك وفكرت ،وكنت صادقة مع نفسك، وبحثت داخلك وأخرجت كل ما هو مختبئ داخلك وكشفت هذا القلب أمام خالقك وصرخت له:
أين العدل أين الرحمة أين المحبة الإلهية؟؟؟
هل من رجاء؟؟؟
وأين أجد الرجاء ؟؟؟

يُتبع…

نجوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top
×Close search
Search