الربيع بعد الشتاء كالرجاء للإنسان بعد الشقاء
وأخيرا…جاء الزائر الجميل وطرق أبواب الجميع ،إنه الربيع…الفصل الذي انتظره الجميع وخرجوا للقائه والتمتع بما يعطيه للطبيعة من مفاجئات،خرج بعد انتظار شهورٍ طويلة.
وكباقي الناس خرجت أمٌ مع ابنتها الصغيرة في نزهةٍ قصيرة،سيراً على الأقدام لتتمتع بكل ما حول منزلها من مناظر …رأت الطفلة المناظر الجميلة وكأنها تراها لأول مرة، ربما!! لأنها طفلة تكبر كل يوم قليلاً قليلاً…
رات السماء التي ينتشر فيها قليلاً من السُحب كالقطن ، وأحست بدفء الشمس ،فما أجمل من دفء الربيع الذي يمنح الحياة لكل ما على الأرض ويزيل عنها برد الشتاء.”السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه…جعل للشمس مسكناً فيها…من أقصى السموات خروجها ومدارها الى اقاصيها ولا شئ يختفي من حرها”(مزمور 19 )
رأت الأزهار الجميلة تكسو الحقول وكأنها رداء ملون بأجمل الألوان،وحولها تحومُ الفراشات ،فركضت لتلحقَ بهم لعلها تدركهم، وأحست بنسمات الهواء العليل اللطيف الذي يحمل معه رائحة الورود التي تفتحت من جديد.
ومن ثم سمعت شدوي العصافير التي عادت إلى الأغصان وابتدأت تغني لتعلن افتتاح فصل الجمال .
• هنا شدّت الطفلة على يد أمها وسألت سؤالاً مهماً: ولكن من صنع كل هذا؟؟
أنه الله الخالق المبدع ” في البدء خلق الله السموات والأرض”(تكوين 1 :1 ) الذي خلقني وخلقك .خلقنا لنتمتع بهذه الطبيعة،خلقنا وأعطانا مسؤولية لنعتني بما خلقه لنا”وبارك الله الإنسان الذي خلقه وقال لهم أثمرواوأكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء ….”(تكوين 2 :28)هو أحبنا أولا وأحب أن تكون لنا شركة وعلاقة معه،نحن نفرح به وبما صنع، وهو يفرح بنا عندما نشكره ونسبحه على ما صنع…فما أجمل الطبيعة !! ولو كان لهذه الطبيعة لسان لنطقت بالحمد والشكر للخالق المبدع.
• ولكن يا أمي لماذا لا أرى جميع من الناس فرحين بما خلقه الله لهم ؟وأرى أناس حزانى وأسمع البعض يشتم والبعض يغضب ويقتل ؟من المسؤول عن كل هذا؟؟
سؤالٌ حيَّرالأم ،فهل تجيب إبنتها؟؟…هي تعرف الجواب ولكن في قلبها أفكار لا تستطيع البوح بها لإبنتها الصغيرة.
هنا بدأت الأم تفكر في نفسها، إنه الشر والخطية …يقولون اني أنا الإمرأة مسؤولة عن هذا …وأسمع البعض يقول أنه لا حق لي في كثير من امور الحياة،ولا حرية لي في اخذ قرارات حياتي….
يقول الكتاب المقدس ،أن الله خلق آدم وحواء بطريقة مميزة وأنا إمرأة مثل حواء فأنا إمرأة جميلة مميزة في نظر خالقي وأم كل حي. ولكن حواء تعترف بهذا وتقول:عصيت أمر الله وشككت بكلامه لأن الشرير أغواني أنا وأنا أغويت زوجي ،فوقعنا في الخطية ودخل الشر العالم وبدأ الإنسان يكره أخيه الإنسان وهكذا بدأجمال الطبيعة يخبو في عيون الانسان ،وكذلك فقد الانسان علاقته مع خالقه؟
“وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله، فقالت للمرأة: «أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟» فقالت المرأة للحية: «من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا». فقالت الحية للمرأة: «لن تموتا! بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر». فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت امن ثمرها وأكلت، واأعطت رجلها أيضا معها فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان. فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر”(تكوين 3 :1-7)
فهل وقف الأمر عند هذا الحد؟
هل ترك الله المحب الحنون،ترك الإنسان عند هذا الحد؟؟هل يعود لنا الرجاء؟ هل تعود العلاقة مع الخالق كما كانت في فكره منذ بدء الخلق،ويرجع الفرح لنا؟؟؟؟
أمسكت الأم يد ابنتها ورجعت إلى البيت وهي تقول لنفسها لعلي أجد الجواب!!!!
يُتبع…
نجوى